سلّمت، أمس، السلطات الموريتانية ''عبد الله السنوسي'' المدير السابق للمخابرات الليبية لنظيرتها الليبية، بعد فترة اعتقال دامت أكثر من خمسة أشهر في العاصمة الموريتانية نواكشوط، حيث نقل على متن طائرة حملته باتجاه العاصمة اللبيبة طرابلس.عملية تسليم السنوسي كانت بعد مناقشة مفصلة بين الوفدين الليبي والموريتاني ليلة الثلاثاء الماضية، أين استجاب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، لطلب تسليم السنوسي لبلاده، وجاء هذا بعد أن أذعنت نواكشوط لمطالب اللبيبين، بعد أن رفضت بشكل قاطع تسليم السنوسي قبل أن تحاكمه العدالة الموريتانية. للإشارة، يعتبر السنوسي أهم أعمدة النظام الليبي في عهد حكم العقيد الليبي معمر القذافي، حيث دخل الأراضي الموريتانية قبل أشهر على متن طائرة تابعة الخطوط المغربية من الدار البيضاء لمطار نواكشوط الدولي، حاملا معه جواز سفر موريتاني مزوّر وهو متهم بأربع تهم، أولها من بلاده ليبيا التي تسلمته البارحة من موريتانيا، والثانية مخالفة في حق القانون الموريتاني والتهمة الموجهة إليه هي محاولة دخول البلاد بصورة غير شرعية، في مطار نواكشوط الدولي باستخدام جواز سفر مزور، والثالثة من طرف الحكومة الفرنسية، التي أدانته هي الأخرى بتهمة تفجير طائرة فرنسية عام 1989 أين أدانته بحكم غيابي بالإعدام، والرابعة محكمة الجنايات الدولية التي تتهمه هي الأخرى بارتكاب جرائم حرب ضد الليبيين، إذ تفاوضت ثلاث عواصم عالمية من أجل محاكمته وهي طرابلس ونواكشوط وباريس. من جهة أخرى، طالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان السلطات الليبية بتوفير كافة الضمانات اللازمة لأن يحاكم عبد الله السنوسي، محاكمة عادلة وعلنية وفق المعايير الدولية، فضلا عن ضرورة أن يتحصل المتهم على حق الدفاع القانوني، وأضافت الشبكة أن مساءلة رموز الأنظمة السابقة في دول الربيع العربي ومثولهم أمام محاكم عادلة، هو أحد أركان عملية العدالة الانتقالية التي تحتاجها هذه الدول، تتويجا لثورات أبنائها التي بذلت فيها تضحيات لا حصر لها، وهو ركن لا يكتمل إلا بتوافر الشفافية الكاملة لهذه المحاكمات، كونها تتعرض لتفاصيل حقبة تاريخية هامة في حياة شعوب المنطقة والعالم.
الجزائر- النهار أون لاين
________________________ التوقيع ________________________